ظل حزب العمال الكردستاني منذ نشأته في أواخر السبعينيات من القرن الماضي شوكة في خاصرات الحكومات التركية المتعاقبة منذ عقود من الزمن.
فقد شن حزب العمال الكردستاني، الذي يتبنى الأيديولوجية الماركسية اللينينية، صراعا مسلحا ضد الحكومة التركية منذ عام 1984 وذلك في إطار مساعيه للحصول على استقلال الاكراد عن تركيا.
وقد لقي أكثر من 37 ألف شخص حتفهم منذ اندلاع الصراع الذي وصل إلى ذروته أواسط تسعينيات القرن الماضي.
ودمرت آلاف القرى الكردية في جنوب شرقي وشرقي تركيا، مما اضطر آلاف الأكراد للنزوح إلى المدن في اجزاء اخرى من تركيا.
غير أن حزب العمال تراجع عن مطلبه الأولي باستقلال المناطق الكردية داخل تركيا، وصار يدعو إلى حصول الأكراد الأتراك على الحكم الذاتي.
وتلقى الحزب ضربة قاصمة عام 1999 باعتقال زعيمه عبد الله أوجلان.
تصاعد العنف لكن الحزب طرح بعد ذلك مبادرة لوقف اطلاق النار من جانب واحد لمدة خمس سنوات، واتخذ عددا من الخطوات في محاولة لتغيير صورته وتوسيع رقعة شعبيته.
وهذا ما حدا به إلى تغيير اسمه عدة مرات قبل أن يستقر على تسمية حزب العمال الكردستاني.
كما قام الحزب بتخفيض سقف مطالبه بدعوة انقرة إلى السماح له بالانخراط في العملية السياسية في تركيا.
كما طالب بمنح مزيد من الحقوق الثقافية إلى أكراد تركيا الذين يُقدر عددهم بـ 15 مليون نسمة، إضافة إلى الافراج عن أعضاء حزب العمال القابعين في السجون التركية.
ووردت أنباء بشأن حدوث انقسامات داخل حزب العمال.
وتصنف تركيا، شأنها شأن العديد من البلدان الغربية، حزب العمال بانه منظمة إرهابية، ومن ثم رفضت الدخول في مفاوضات معه، لكنها عرضت منح عفو محدود لاعضائه.
غير أن حزب العمال استأنف حملته المسلحة عام 2004 والتي تصاعدت بصورة مطردة خلال السنتين الاخيرتين رغم اطلاق الحزب مبادرات وقف نار احادية ولمدد قصيرة.
مجموعات منشقة ورغم أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا حقق مكاسب سياسية مؤخرا في منطقة جنوب شرقي تركيا، فإن العديد من الأكراد وسياسيين من الاتحاد الأوروبي يقولون إن الحكومة التركية تحتاج إلى تحقيق المزيد من أجل تحسين اوضاع الأقلية الكردية داخل تركيا.
ويحتفظ حزب العمال بقاعدته الجماهيرية لدى العديد من أكراد تركيا.
ويخرج الأكراد إلى الشوارع خلال الاحتفالات بمهرجان نوروز في فصل الربيع ليعبروا عن دعمهم لزعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان.
وادعت مجموعة منشقة عن حزب العمال تطلق على نفسها اسم "صقور حرية كردستان" المسؤولية عن عدد من التفجيرات في إسطنبول والمنتجعات السياحية التركية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وتدين هذه المجموعة بالولاء لاوجلان.
وشهدت السنوات القليلة الأخيرة أيضا بروز منظمة كردية على غرار حزب العمال الكردستاني تسمى "بيجاك" والتي نفذت هجمات ضد إيران.
وتعتقد الحكومة التركية أن لدى حزب العمال الكردستاني حاليا آلاف المقاتلين المتمركزين في جبال كانديل بشمال العراق وهي منطقة يُقال إنها تمثل قاعدة بيجاك.
وفي ظل تصاعد العنف في منطقة جنوب شرقي تركيا وعدم رغبة أو عجز الولايات المتحدة وأكراد العراق عن اتخاذ إجراءات ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية، فإن الحكومة التركية هددت بمعالجة الوضع على طريقتها.